بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

السبت، 10 نوفمبر 2007

هللوا بقيام دولة فلسطين

منذ صغرنا ظننا أن فلسطين محتلة كاملة من طرف الصهاينة، وأن كل الدماء التي سالت ومازالت تسيل كانت من أجل تحريرها. لكن اليوم صدفنا بسرد جديد. فلسطين محتلة جزئيا، والآن بدل جهاد "المحتلين" يعمل أهلها أو على الأقل من يتحدثون باسمهم على مفاوضات من أجل دولة فلسطينية "جزئية" للتعايش مع دولة "إسرائيل" في سلام. نعم هذا هو ما يريده السيد عباس سليل حركة فتح التي كانت تدعو في بداية تأسيسها إلى طرد الصهاينة من فلسطين وتحرير كل شبر منها وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. ثم ماذا من هم رعاة السيد عباس، الإدارة الأمريكية؟ نعم، نفس الإدارة التي احتلت العراق "الشقيق" وأعدمت رئيسه صبح يوم العيد العام الماضي. لكن ما ذنب عباس وقد اجتمع العرب على مهادنة دولة الصهاينة ومبادرة "سلطانهم" ملك جزيرة العرب بتقديم مبادرة يسالمون بها المحتل إذا قبل الرجوع إلى حدود 1967. وبعد ذلك؟ ما هي النتيجة؟ دولة "فلسطينية" مفرقة جغرافيا، متحكم في موانئها ومطاراتها وعدد أفراد قوتها، بل حتى قانونها. لا نتكلم عن قوتها الدفاعية، فإيران بعيدة عن "إسرائيل" ورفض لها حتى استعمال العلم من أجل الأغراض السلبية. فما بالك بالجار.
يبدو أن العرب لم يبقى منهم سوى الاسم. فلم يعودوا يتذكرون شيئا مما نالوه من هذا النظام الغاشم المدعو "إسرائيل" وباعوا دماء شهدائهم وأعراضهم مقابلة مشروع دولة لم يرى التاريخ قبل قط. دولة ورقية، أو بالأحرى تلفزيونية لا وجود لها على الواقع. فمن سيمنع غدا "إسرائيل" من التوغل، ومن سيعيد المهجَرين إلى ديارهم، وبات ديارهم في بلد غير بلادهم رسميا ولم تعد محتلة إذ الآن صار لهم وطن في غزة والضفة الغربية.
رحم الله شهداء فلسطين.
الله لنا فيكم يا حكام العرب.
والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق