سيحل الرئيس الفرنسي ساركوزي بالجزائر في زيارة رسمية خلال شهر ديسمبر القادم. الخبر ليس بالمهم لحد الآن فمنذ تنصيبه على رأس فرنسا، راعى هذا الأخير بلدان المغرب العربي باهتمام كبير بغية استمرار تبعيتهم للسيد القديم "فرنسا". وخاصة بعد ظهور الفرق الجهادية بهذه البلدان وبوجه الخصوص على أرض الجزائر، وأضحت مصالح فرنسا في خطر مما يكيده هؤلاء من عراقيل (أقول عراقيل لأن أعمالهم أثبتت أنهم مفلحون في قتل إخوانهم من المسلمين بدل المفسدين الحقيقيين) قد تواجه سيادة فرنسا على "الجزائر المستقلة".ما وراء الخبر ذاته وما يزعجني والكثير من الجزائريين هو اصطحاب "كلب بوش" للصهيوني "إنريكو ماسياس" في هذه الزيارة الرسمية قصد زيارة مسقط رأسه بقسنطينة. إنريكو ماسياس لمن لا يعرفه مغني يهودي يقطن بفرنسا ولد بالجزائر إبان الاستعمار الفرنسي لها، ومنذ أن طرد اليهود والفرنسيون من الجزائر غداة الاستقلال وهذا الأخير يبكي حرقة للعودة إلى الجزائر لرؤية قسنطينة. المشكل هنا ليس كون هذا الأخير يهودي، فالجزائر ومدينة قسنطينة لا يكنون العداء لليهود كقوم وكديانة بل نرفض أن يطأ أرض الجزائر وينال شرف الزيارة الرسمية كل من يناصر العدوان الصهيوني على إخواننا الفلسطينيين، فلا يخفي هذا الأخير مناصرته للكيان الصهيوني عبر مشاركته في حملات الدعاية لهم في حفلات غنائية والمشاركة ماديا ومعنويا في مساندتهم.
الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.
ثم ماسياس لا يلام فلولا الدعوة الرسمية التي تلقاها من "رئيس الجمهوية" عبد العزيز بوتفليقة قبل بضع سنين لما زار فرنسا، لما تشبث هذا الأخير بمطلبه. أثارت هذه الدعوة حملة كبيرة من الرفض والتنديد من طرف قدماء المجاهدين والشخصيات الجزائرية لا سيما رفض الشعب القاطع لمثل هذه الزيارات المذلة. أجبر ماسياس عن التخلف عن زيارته للجزائر بعد ذاك.
وها هنا اليوم، ساركوزي يقرر اصطحاب هذا الأخير إلى الجزائر في وفده الرسمي. وماذا كان جواب الجزائر؟ على لسان رئيس الحكومة "لن أستقبله ولن أصافحه" وفقط. على "الدولة" أن ترفض مجيء هذا الشخص إلى الجزائر وبصورة واضحة وصريحة، إن كانت الدولة تمثل الشعب كما تزعم هي، فالشعب ضد مجيء كل من يعادي فلسطين إلى الجزائر. ومن هذا لا بد من إعلام فرنسا بهذه الشروط. لكن مطلبنا متناقض في حد ذاته فساركوزي هو أيضا مساند للكيان الصهيوني.
فتنتهي بنا الأمور إلى المثل الشعبي الجزائري "واش يدير الميت في يد غسالو".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق