بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الثلاثاء، 1 أفريل 2008

سعيد سعدي يكتب في جريدة أمريكية

اليوم وأنا أتصفح الجرائد حتى أجد مقالا يحمل عنوان "الجزائر: الحرية ضد الإرهاب" بقلم سعيد سعدي. رحت أقرأه لأجد نفسي حائرا من مضمونه الذي في العموم يطلب المساعدة من أمريكا للوقوف مع مسار الديمقراطية في الجزائر لمحاربة "الإرهاب الإسلامي" والوقوف ضد صديقهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للتعديل الدستور والترشح لعهدة ثالثة. الشيء المحير هو صدور المقال في جريدة "نيويورك بوست - New York Post" أحد جرائد أقصى اليمين في الولايات المتحدة الأمريكية والمشهورة بعدائها لكل ما هو عربي وإسلامي. ثم هذه الجريدة منحازة بفضاحة إلى الحزب الجمهوري أي حزب "بوش" وورود المقال في الصفحات المخصصة لآراء الجريدة "Post Opinion" أي أن ما قاله سعدي يماثل رأي هذه الجريدة في ما يخص الجزائر.
لم أكن أدري بأن السيد سعيد سجذ لهذه الدرجة، إن ديمقراطية الولايات المتحدة لا تتعدى حدودها أما كل ما هو خارج عن حدودها فيتم التعامل معه وفق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ولو كان ذلك على حساب حريات الشعب ودمائها والأمثلة كثيرة.
المفيد إليكم المقال :

الجزائر: الحرية ضد الإرهاب

القاعدة التي تواجه العديد من النكسات في مناطق مختلفة، اختارت مؤخرا الجزائر لتكون قاعدة رئيسية لعملياتها. على الآمريكيين آن لا يرو في ذلك خطرا وحسب، بل فرصة - كون الجزائر لديها المؤهلات لكي تصبح معيارا للديمقراطية في العالم الإسلامي.
المجازر التي ارتكبها الإسلاميون في الجزائر لعدة سنوات، تلقت اهتماما ضعيفا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. صناع السياسة الأمريكية اعتبروا الجزائر محمية للقوى الأوربية، خاصة فرنسا.
ولكن الأشخاص الذين قتلوا ثلاثة آلاف آمريكي في الحادي عشر من سبتمبر ينتمون إلى نفس ثقافة التعصب والإرهاب التي حصلت عشرات الآلاف من أرواح الجزائريين منذ بداية التسعينات.
الآن، مجموعات ملهمة ببن لادن تنشط على امتداد المنطقة. إنها (آي المجموعات الإرهابية) تهدد مسار الديمقراطية في موريتانيا، قتلهم لخمسة سياح فرنسيين أجبر منظمي سباق السيارات باريس-داكار على إلغاء هذه التظاهرة الدولية الشعبية. حديثا، اغتالت واختطفت هذه المجموعات سواحا فرنسيين ونمساويين بتونس.
علينا أن نرتقب الإرهاب الإسلامي أيضا ليهدد دول ما تحت الصحراء التي لوحظ توجهها نحو الديمقراطية مؤخرا، خاصة السنغال، غانا والبنين.
لماذا اختار الإسلامييون الجزائر كقاعدة رئيسية لعملياتهم الدموية؟
الجواب يكمن في فقدان النظام للضمير والسلطة السياسية. جميع مناصب الحكم الرئيسية مخصصة لأعضاء مجموعة واحدة. عنف الدولة قد اتسع، ضحاياه الآن يضمون المعارضة الديمقراطية بالإضافة إلى الصحافيون، النقابيون والأقلية المسيحية.
خلال التسعينات، أنقذت المقاومة الشعبية الجزائر من الإرهاب الإسلامي: الجزائريون من كل مشارب الحياة قالوا "لا" للإرهاب وأنقذوا وطنهم من الهاوية. اليوم، رئيسنا يدين المقاومة الشعبية في حين يتفشى الفساد الذي يستنزف الروح المعنوية للشعب.
الجزائر بلد غني يحوز على احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي والنفط. شعبها الشاب تواق للعمل والإبداع. أمتنا لديها أيضا قوة رمزية حيوية. شكرا للثورة التحريرية التي خاضتها لتحقيق استقلالها.
إلا آن سيطرة أقلية قديمة، فاسدة وغير شعبية أدت إلى كثير من البؤس الاجتماعي. هذا بالمقابل، أدى إلى هجرة أدمغة هائلة بحيث عشرات الآلاف من الجزائريين هجروا الوطن. (منتريال -مدينة بكندا- وحدها آصبحت موطنا لأربعين آلف آصحاب دراسات عليا جزائريون).
آلاف آخرون، معظمهم من الفقراء وآصحاب مستوى دراسي آولي، يخاطرون بحياتهم أملا في اجتياز المتوسط إلى أوربا بمعاونة تجار البشر.
وآخرون غاضبون بكفاية يتركون ليجندهم الإرهابييون مع نداء الجهاد ضد "الكفار" ووعود مغرية من مكافئات في الآخرة.
يقترح البعض بأن الاستبداد لازم لتفادي فوز الإسلاميين. هذا غير صحيح: بعد أكثر من عشرية من محاربة إرهاب الإسلاميين، غالبية الشعب الجزائري أظهرت رفضها لأي شكل من أشكال الحكم الديني.
بدلا عن ذلك، يترك النظام الحالي الجزائر كبركة آخرى من الاستبداد والفساد ليبيض فيها ناموس الإرهاب. الطريقة الوحيدة لهزم الإسلاميين هي إعطاء الجزائريين الفرصة لاختيار حكومتهم في انتخابات حرة وعادلة.
الديمقراطيون الجزائريون يلتمسون عون الولايات المتحدة الأمريكية والديمقراطيات الأخرى لضمان الإشراف الدولي للانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام ٢٠٠٩. نحتاج كذلك دعمهم لمنع تعديل دستوري يمنح الرئيس الحالي فرصة إعادة انتخابه رغم إنقضاء العهدتين القانونيتين.
في السنوات الأخيرة، انتخابات حرة في لبنان، العراق وأفغانستان تناولت ضربات قوية للإسلاميين. مؤخرا، الانتخابات تحت الإشراف الدولي آنتجت نتائج موثوق بها في بلدان مختلفة كالمكسيك وباكستان. ليس هناك آي سبب لتكون الجزائر حالة استثنائية.
حصة جديدة من انتخابات مزورة بالجزائر قد تشكك في رسالة الديمقراطية التي هي آنجع وسيلة لمحاربة الإرهاب الإسلامي. ما تحاجه الجزائر بل العالم الإسلامي برمته هو عملية حقيقية للتحول نحو الديمقراطية لتحقيق الحرية والازدهار اللذان حارب الجزائريون اللاستعمار من آجلهما.
إنشاء كتلة ديمقراطية في شمال إفريقيا (تضم المغرب، الجزائر وتونس) هو الضمان الوحيد للسلام واللاستقرار في منطقة مستهدفة حاليا من طرف القاعدة.
الاستبداد لن يتمكن من هزم الإسلاميين، الديمقراطية وحدها تستطيع. علي آمريكا أن تكون في صف الديمقراطيين لا في صف المستبدين.

آمضي المقال كالآتي:
سعيد سعدي عضو بالبرلمان الجزائري وزعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الحزب المعارض الرئيسي بالجزائر
وصلة المقال باللغة الإنجليزية


هناك تعليق واحد:

  1. فعلا كما قال عليه الصلاة و السلام:
    إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

    ردحذف