بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأحد، 16 ديسمبر 2007

الجهاد في الجزائر

الجهاد في الجزائر
يقوم بعض الأشخاص في جزائرنا الحبيبة بما يسمونه "جهادا". صحيح أن هدفهم المنشود هو تطبيق شرع الله ومحاربة أعداء الدين. ولكن أعمالهم ترينا غير ذلك فمنذ انطلاق هذا "الجهاد" استبيحت دماء المسلمين الأبرياء العزل في كم من شارع وكم من بساط وميدان. قتل النظام الألوف وقتل هؤلاء "المجاهدون" كذلك. ولم نرى من فائدة منه (أي هذا الجهاد) ملموسة لا في دنيانا ولا في ديننا.
كيف يحلل هؤلاء قتل المسلمين ولو على سبيل الخطاء وهذا يتكرر كل مرة. فيقولون أن الهدف هو النظام وفي كل مرة تراق دماء عابري السبيل من النساء والرجال والشيوخ والأطفال. وكيف لهم أن يحللون قتل الشرطة وأعوان الجيش، فهم أيضا من المسلمين وما هم يعملون تلك الأعمال إلا لإطعام ذويهم وأبناءهم. وكيف لنا أن ننكر ما يقوم به هؤلاء الشرطة من مكافحة الفساد من سرقة ودعارة وسوء أخلاق. صحيح أنه هنالك كثير من قوانين الدولة ومسئوليها من يخالف دين الله ويتعدى على حدوده. ولكن أين هؤلاء المجاهدين من "الفتنة أشد من القتل" و"حرمة الشهر الحرام" و"حرم دماء وأموال المسلمين".
أليس أولى لهم أن يجاهدوا ليتعلموا دين الله لتفادي الوقوع في الأخطاء التي قد تسيء لصورة الإسلام والمسلمين وتساعد المتربصين لذلك الأمر لانتقاد الإسلام ونعته بالعنف والإرهاب ويوصمون المجاهدين بلقب "قتلة الأبرياء والعزل، حتى من إخوتهم في الدين". قد تكون نيتهم (أي هؤلاء المجاهدون) صادقة وأهدافهم مشروعة ولكن وسائلهم وسائل الجهلة. لا يمكن بأي حال من الأحوال تحليل قتل المسلمين والتذرع بالخطاء خاصة في بلد آمن. لا بد على هؤلاء أولا من مجاهدة أنفسهم والتفقه في دين الله ومن ثمة إتباع قول الله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ...". ثم الجهاد في سبيل الدعوة لإصلاح المجتمع ومحاربة الفساد. كل من يعيش في الجزائر يعلم بأن سوء الأعمال والفاحشة في انتشار كبير، أين الدعوة في سبيل الله؟ نحن لسنا تحت احتلال ولو كنا ثقافيا واقتصاديا ولكن هنالك ما هو أهم من محاربة الدولة. وهنا أيضا، هناك دولة من دولة فلا يستطيع أيا أن كان أن يكفر كل الدولة وكل من يمثلها فهنالك من هو صالح وهنالك من هو طالح. وربما قد يستطيع هؤلاء تصليحها وإعادتها إلى الطريق المستقيم دون التعرض لدماء المسلمين وإعطاء الذريعة لأعداء الدين (من أعضاء الدولة) لطلب المساعدة من الكفار المتربصين للتدخل في أمورنا الداخلية تحت مظلة "محاربة الإرهاب".
لا بد على هؤلاء من إعادة دراسة طرقهم ووسائلهم المتخذة. هذا ديننا دين رحمة ونصح ليس دين سيف وقهر. نعلم كلنا بأن الاستعمار والدولة العلمانية أثرت كثيرا في ثوابت الأمة الجزائرية وعملت على تحريف دينها وتقاليدها وثقافتها. ومن هنا علينا أن نصلح حالنا أولا ونفقه أنفسنا في ديننا بغية العودة إلى الطريق المستقيم. هذا هو طريق النجاح فالشعب والحمد لله كله يدين بالإسلام دينا، وعليه فإصلاحه أقوم من قهره وردعه. وبعد أن يعود الشعب إلى الطريق الصحيح، في تلك الساعة يكون قيام دولة الإسلام واردا وشيئا منطقيا ولن يحتاج لا سيف ولا هم يحزنون بل سيحدث آليا بعون الله أولا وصدق الرجال ثانيا.
كفانا فتكا بدماء المسلمين يرحمنا الله. إن الله أنزل كتابه الشريف وابتدأ آياته بفعل أمر "إقرأ". علينا قراءة ديننا أولا فلا جهاد بلا علم ولن ينجح أي شيء بلا علم ولا إتباع صحيح للكتاب والسنة.
اللهم أهدنا والمسلمين أجمعين.
لست فقيها ولا عالما. أنا العبد المخطئ المذنب الذي يؤلمه حال قومه. وما أردت كتابة هذه الكلمات إلا لتسريح ضيق غم قلبي من أمر أمتي. اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووحدنا على دينك القويم.
والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق