بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

السبت، 6 أوت 2011

رسالة إلى الأستاذ فاضل سليمان

السلام عليكم، 
يا أستاذ أنا جزائري محب لمصر ومهتم بشأنها. لقد رأيت في كتاباتك وتسجيلاتك مقدارا عاليا من الواقعية والمنطق في التعاطي مع الموضوعات العصرية أيا كانت. 
كما أني أرى مصر تمشي في طريق مخيف لا يعرف منعرجاته إلا الله، لأنه بلا شك سيفوز الشعب في الانتخابات القادمة، أي الأغلبية التي توافق على الطرح الديني لتسيير شؤون الدولة والمجتمع. 
هذا الأمر سيجعل القوى المعادية لمصر ولهذه الأمة بلا شك ترد ردة فعل لا تبقي ولا تذر، بحيث أظن أن الأمور قد تخرج من نطاق التحكّم فيها، وما حدث في الجزائر بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ خير دليل على ذلك. 
أقترح أن تقوم أنت بتشكيل لجنة مشكلة من مشايخة ومن مختصين في شتى المجالات كالاقتصاد والتربية والشؤون الخارجية والسياحة والثقافة وغيرها، ومن ثمة تقومون بدرس هذه المواضيع وحصرها في الوضع المصري أولا، ومن بعدها الخروج ببحث وتحليل تنبثق منه سياسات وآليات عصرية وناجعة تحفظ لمصر دينها ورضى شعبها عن حكامه وكذلك تحفظ مصر وشعبها من أعداءهم وأعداء هذه الأمة سواء الخارجيين أو المندسين في صفوفها.
بالمعنى: كيف ستكون الدولة الإسلامية الحديثة؟ ما هي أجهزتها ومؤسساتها؟ ما هي العلاقة بين هته الأجهزة وكيف سيتم تشكيلها وتعيين أعضائها؟ 
الكثير من يتكلم في هذا الشأن يذكرون عصر النبي (ص) والصحابة رضوان الله عليهم ويسردون بعض الأحداث عن الدول الإسلامية السابقة، رغم أن آخرها كان قبل تسعون عاما. 
أرجو أن يتم التركيز على هذا الموضوع. الشعب، نعم يريد شرع الله ولكن كيف سيطبق شرع الله في هذا العصر وما هي الخصائص والمميزات التي علينا أن نعتبرها.
قد تكون هناك دراسات في هذا الشأن لكنها حبيسة الكتب والمذكرات، أرى بأن هذا الموضوع لا بدى أن يكون من أولويات السياسيين ومن يريدون حكم مستقبلا، خاصة أصحاب الطرح الديني، الذي هو في الغالب ما يريده السواد من الشعب.
أرجو ردا حين يتسنى لك الوقت
وفي الأخير أشكرك عن المجهودات التي تبذلونها خدمة للإسلام والمسلمين. أحب فيك الشجاعة وتقدمك لمناقشة المواضيع حتى ولو كانت حساسة. أرجو من الله أن يريدك علما وأن يريدنا من علمك.
والسلام
شمس الدين الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق