بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الاثنين، 6 جوان 2011

الصفعة المغربية


image

نالت المباراة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا بين المغرب والجزائر مجالا كبيرا من التغطية الإعلامية، غمّ الأحداث الأخرى وقزّمها، ولو كانت أكثر أهمية كالإصلاحات المزعومة لتحديد وجهة الجزائر سياسيا في الفترة القادمة. لكن النتيجة جاءت عكس التوقعات والتخمينات وضد رياح آمال السلطة والمطبِّلين لها من صحافة ووسائل إعلام فاقدة لأقل معايير النزاهة ونقل الحقيقة. 4-0 نتيجة ثقيلة. أما الأدّاء فكان مذلا ومهينا. لقّن المنتخب المغربي نظيره الجزائري درسا في كرة القدم ورفع التحدي على أرضية الميدان بدل التصريحات المدوّية الخالية من أيّ عزم وواقعية على صفحات الجرائد.
ربطت الصحافة الجزائرية الوطنية والإنتماء ومدى الولاء إلى الوطن بمدى تتبع المنتخب الوطني ومدى تشجيعه وكذا الدعاء له بالنصر وتِبيان فحولته أمام الخصوم بالتخلي عن كل آداب المنافسة والتهجم على المنافس بطريقة تُدنّي من مستوى المواجهة وتحوّلها نحو طريق عامرة بالتجاوزات، غالبا ما تنشر الفرقة على أسس واهية وقضايا سطحية. جاءت صفعة المغرب في وقت ثمين، بحيث قد ضيعت الجزائر الكثير بانتهاجها سياسة الحذر وتأجيل المواجهة الحتمية بين من يريدون وِجهة يتفق عليها الشعب، تمثّل قناعاته وطموحاته وبين من يريدون تشريع السرقة والظلم والحقوق المغدورة والعدالة الغائبة.
هذه النتيجة المُذلة لا بد لها أن تكون صافرة إنذار تُفيق الشعب من سباته العميق تحت تأثير تخدير الصحافة المنحطة والمغرورة.
لم يبقى للجزائريين أن يتألّهوا فريقا قد انهار صنمه أمام العالم أجمع وقد أقصي بصورة شبه مؤكدة. علينا جميعا أن نطيل النظر وندرس الأحداث التي أدّت إلى هذه الفواجع المؤلمة. لماذا بذلت الدولة كل هذه الإمكانيات الهائلة وحشدت كل هذا الزخم الإعلامي من أجل فريق لم يُفلح سوى في الهزائم الثقيلة والتصريحات المغرورة؟ أكان الهدف الحقيقي الإرتقاء بكرة القدم الجزائرية حقّا أم إلهاء الشعب بهذا المنتخب عبر صحافة عاد من المستحيل تجميل صفحات جرائدها ومنابر قنواتها بسبب فضاحة الكذب فيها وظهور سوء نيتّها في معظم عناوينها.
قالها العارفون من قبل: فاقد الشيء لا يعطيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق