بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأحد، 5 جوان 2011

اللّحمة الوطنية


الوطن هو مكان يسكنه ناس أو ينتمون إليه، يجتمعون في بعض الاعتقادات والمزايا والمصالح التي تجعل منهم مواطنين يضمنون بقاء هذا الوطن على هيئة دولة كائنة أو ذاكرة حيّة.
الجزائر وطن.
الجزائريون لديهم كثير ما يجمعهم وقليل ما يفرقهم. هم في معظمهم يجتمعون على دين الإسلام حسب مفاهيم وقواعد المذهب السنّي المالكي. فالطوائف الأخرى قد تكون منعدمة باستثناء المذهب الإباضي الذي لم يكن يوما ما أداة تفرقة، خاصة بتفادي أتباعه الغلو والإشهار له والدعوة إليه. أما عرقيا فالجزائر كذلك منسجمة بتصاهر العرب والأمازيغ. لغويا العربية لغة الأغلبية. أما اللهجات الأمازيغية فلا تزال محفوظة وقد تمكنت من الإرتقاء في السنوات الأخيرة بعد أن اعتُرفَ بها رسميا وصار استعمالها في مختلف المواد الأدبية والفنية والإعلامية أمرا ملموسا يفتخر به الأمازيغ. سياسيا يميل الجزائريون نحو سياسة محافظة متفتحة على العالم، بحيث يفتخرون بموروثهم الحضاري وتاريخهم الزاخر بالتصدي للأعداء والظُّلام والصداقة تجاه من يرون فيهم النزاهة والشهامة. جغرافيا ومدنيا يختلف الجزائريون بين شرق وغرب شمال وجنوب، مدن وأرياف وقد يكون فيهم بعض من التعصب الجهوي، الذي أظنه نتيجة تقسيم الولايات إبّان الثورة التحريرية التي أدّت بعد الاستقلال إلى تفضيل بعض الجهات عن الأخرى بسبب نفوذ قيادتها في هيكل السلطة.
الآن، ما الذي يفرق بين الجزائريين في زماننا هذا؟ ليس الدين ولا العرق ولا اللغة ولا حتى الجهة التي أتوا منها. ما يفرقنا اليوم هو مدى استفادتنا من النظام القائم ومدى معاناتنا منه وإعاقته لأنشطتنا الحيوية. في كلتا الحالتين هنالك من هو مع أو ضد نظام الحكم. هنالك من يستفيد منه طمعا وسرقة. وهنالك من يستفيد منه لأنه جدير بمنصبه ويقوم بكل ما يستطيع لتحسين الأمور. أما ضحايا النظام فنوعان: فوج يكفر بالنظام وينتظر رؤية غضب الله في أفراده الآكلةِ للحوم البشر. وفوج صابر، يعتبر ما حدث من انتهاكات وتجاوزات وجرائم كافٍ ولا بد من قلب الصفحة وترك الأمر لله.
أما النظام فهو سكران بقوته ونشوان بقدر المعلومات التي يحوز عليها والتي تمكنه من إخراج المشاهد حين يحتاجها، فكل ماضاقت به الأيام قام بإثارة النعرات بين أفراد المجتمع ومجموعاته قصد إلهاء الرأي العام وتزييف الواقع للمراقبين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق