بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

السبت، 7 أفريل 2012

علمانيو العرب ... قمة النذالة

أول ذي بدأ، أريد أن أوضح بأني أقصد بالعلمانيين في العنوان السواد الأعظم منهم وأصحاب الصوت العالي خاصة على المستوى الإعلامي. كما أني أدرك أنه منهم من يُعرِّف نفسه بالعلماني ولكنه شريف ويحترم قواعد اللعبة ويقبل الهزيمة التي هي دائمة عليهم في أرض العرب. العلمانيون عند العرب هم من يرون بأن الدولة تُساس بقوانين وضعية لا دخل للدين في تأطيرها أو ضبطها،  كما أنهم من المنادين والمطالبين بتطبيق الديموقراطية والتداول السلمي على السلطة وحق المعارضة، بالإضافة إلى أهم أعمدة هذا المنهج في سياسة حياة الناس وهو عمود الاحتكام إلى الشعب وتوكيل المهمة له لكي يختار من يمثله في كل مناصب السلطة والأمر. لكن التجربة كشفت وبدون استثناء أن تطبيق هذه المطالب على أرض الواقع غالبا ما يأتي بنتائج لا تروق إلى العلمانيين في بلاد العرب فتراهم ينقلبون بدون استحياء من النقيض إلى النقيض منددين بالهيمنة وتشبيه من فازوا بالأنظمة المنهارة، متناسين بأنه خلافا للأنظمة الجائرة والعميلة (والتي كان كثير من العلمانيين أحبة لهذه الأنظمة)، الشعب هو من اختار هؤلاء بكل شفافية وبالتالي فهم ممثلوه الشرعيين ولا أحد لديه حق في التشكيك في شرعيتهم أو في أحقيتهم في الحكم مع الحفاظ على حق النقد والمعارضة الموضوعية. كما أن العلمانيين يتهمون منافسيهم بانتهاج سياسات تخدم الجماهير الجهوية التي انتخبتهم بدل المصلحة العامة رغم أن الديموقراطية تقول بأن التشريع يكون مستوحى من ممثلي الشعب الحاصلين على الأغلبية وبالتالي فما تريده الأغلبية هو المصلحة العامة.  الحقيقة هي أن العلمانيين يؤمنون بنظام سياسي خيالي لا يقنعهم إلا هم وهو غالبا دخيل وغريب عن المجتمعات العربية والإسلامية، لكنهم يتهمون الإسلاميين باستيراد أفكارهم وكأن المدينة المنورة أو الأزهر أو الزيتونة أبعد فكرا من بلاد العرب عن واشنطن وباريس. ومن لعبهم الخادعة أيضاً هي التحدث باسم الشارع، فتراهم يكررون في كل مرة أفكارا وسياسات غريبة مستوردة كلية من الغرب وينسبونها إلى الشعب زورا وبهتانا وبعد الانتخابات وثبوت عزوف غالبية المصوتين عن تأييدهم، يبدؤون في اختراع التوقعات المظلمة بأن الرجعية قادمة ولا بد من إنقاذ الوطن منها ولو كان ذلك باستباحة أعراض أوطانهم والاستقواء بالغرب لكي لا تُحكم الشعوب بنفسها بل حسب ما تريده أمريكا والغرب.  الثورات العربية لن تنتهي وتنجح حتى يوضع كل طرف في موضعه الذي يليق به ومكان العلمانيين المتطرفين في الهامش حتى تقول الشعوب عكس ذلك. أفكار هؤلاء ومعتقداتهم السياسية مرفوضة بالاجماع في الشارع العربي والإسلامي.  لا تستقيم الأمور إلا بتجانس وتوحد أجهزة الدولة وذلك يحتاج إلى أغلبية والحمد لله الشعوب العربية لم تنقسم سياسيا كثيرا، فما الانقسام الظاهر إلا سرابا تصنعه الآلة الإعلامية العلمانية المحلية ومن وراءهم في الغرب، فالميدان أنصف الإسلاميين بالأغلبية بلا استثناء. لا بد على الإسلاميين أن يحكموا لأن الشعوب اختارتهم ولا يبالون بهؤلاء الأنذال (نعم هم أنذال، لأنه من ينقلب على عملية هو نادى بها ثم يستقوي بالغرب وينكر موروثه الديني والحضاري نذل) لم يخلق الله الأرض لتكون نظاما واحدا. نحن شعوب لنا خصوصياتنا ومعتقداتنا ولا نريد سواها لأننا لا هوية لنا إلا هوية "لا إله الله محمد رسول الله". انصروا الله ينصركم شمس الدين الجزائري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق