بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

السبت، 26 ماي 2012

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وأنا استمع لمحاضرة للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل الأسبوعية بمسجد أسد بن الفرات، تطرق الشيخ لموضوع خلال خطبته، كثيرا ما أثار في نفسي إزعاجا وفي صدري اختناقا. تسمية الوطن العربي والإسلامي بعبارتي "الشرق الأوسط" و"شمال إفريقيا" أو ما أصبح يعرف عنه بـ "مِنَا - MENA = Middle East & North Africa". تسميات تستعملها الديبلوماسيات الغربية والمؤسسات الإعلامية في الغرب منذ مدة، والهدف من هذه التسميات إيجاد وإحداث مكان وموضع للكيان الصهيوني في خريطة الوطن العربي، لأنّ استعمال التسمية الأصلية—الوطن العربي لا تسمح لمخيلة الشخص أن تضمن "دولة" إسرائيل في مُكوِّنات خريطتها، خاصة لمّا يتعلق الأمر بكياني يدّعي أنه يمثل دولة "يهودية". لهذا استبدلوا المشرق بالشرق الأوسط وضموا إليه تركيا وإيران وأحيانًا باكستان، لكي يسهل عليهم فرض إسرائيل في المنطقة وتحويل تسمية فلسطين المحتلة إلى غزة والضفة الغربية والخط الأخضر، أما المغرب فاستبدلوه بشمال إفريقيا. هذا من العدو الباغي علينا، فلا عجب في تصرفاته وتزييفاته. 

المؤسف في الأمر أن تصبح الدول العربية وإعلامها الرسمي والغير رسمي يستعملون تلك التسميات وكأنّهم قَبِلوا بها واقتنعوا بمدلولاتها. قد يستعمل البعض هذه التسميات عن جهلٍ بمقاصدها، ولكن عندما يتعلق الأمر بدول تعلم جيدا بأنّ العبارات والتسميات المستعملة لها أهمية كبرى في الديبلوماسية والعلاقات الدولية وحتى التأثير على الرأي العام باعتبار قاعدة "ما تكرّر، استقر"، فهذا أمر مرفوض بكل حزم وإصرار.

لا بد على الشعوب العربية وبما فيها الشعوب الشريكة في الأرض والثقافة والموطن والدين كالأمازيغ والأكراد والنوبيون وغيرهم من استعمال تسمياتهم التاريخية والتي سموها هم ولم تفرض عليهم من أيّ أحد، تسميات المشرق والمغرب والوطن العربي. لا مناص عن مواجهة هذا التغريب والتزييف الذي يستهدف بلادنا وتاريخنا وتسميات الأشياء بأسمائها. كما أنه على الشعوب التي ثارت أن تجعل من أهم ما في برامجها إعادة الإلتئام إلى اللّحمة العربية والإسلامية. الغرب انتصر وتقدّم بالاتحادات والتحالفات، أما نحن فانهزمنا وضعفنا بالفرقة والاختلافات اللّحظية التافهة. آن لهذا أن ينتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق