بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأربعاء، 30 جوان 2010

تغطية "الصحافة الجزائرية" للمنتخب الوطني في المونديال

أولا قبل التطرق إلى الموضوع أود تحديد ما أعنيه بالصحافة الجزائرية في عنوان المقال. بطبيعة الحال لم يمكن في وسعي الإطلاع على كافة الجرائد ولهذا فما أعنيه بالصحافة الجزائرية هي ثلاثة جرائد: الشروق، الخبر والهداف. الاثنين الأولين هما جريدتين عامتين تتصدران مبيعات الصحف في الجزائر. أما الثالثة فهي جريدة مختصة في كرة القدم وتتصدر المبيعات في فئتها.
مع اقتراب تأهل المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم إلى كأس العالم وخاصة بعد انحسار المنافسة في الجولات الأخيرة بينه وبين الفريق المصري الشقيق، لاحظنا اهتماما منقطع النظير من جانب الصحافة الجزائرية لهذا المنتخب فصوره وأخباره اكتسحت كل الصحف عامة كانت أم مختصة. هذا الاهتمام المركز من طرف الإعلام جعل الشارع يهتم هو الآخر أكثر وهو ما جعل الصحف تتنافس في نشر الأخبار والطرائف حول الفريق، بل وحتى الذهاب إلى الخارج لمحاورة أشخاص ذوو تاريخ سابق في الكرة أو لا يزالون يصنعونه للتحدث عن المنتخب الذي بصراحة لا يعلم عنه أحد شيئا خارج بلاد العرب والأفارقة المجاورون لنا. هذا كله أمر معتاد في الصحافة الحديثة لأن أصحاب الحرفة في حقيقة الأمر مجبرون على إملاء صفحات جرائدهم مهما كلف الأمر، سواء بطبع صور كبيرة أو بنشر أخبار تافهة أو حتى كاذبة في بعض من الحالات.
الآن مشكلتي مع هذه الصحف هي أنها استعملت سذاجة الجمهور استعمالا تعسفي أقرفني بصراحة. فلولا نتائج الميادين لاعتقد القارئ بأن المنتخب الجزائري سيفوز بكأس العالم دون قطرة عرق لأنه وببساطة يحوز على أحسن اللاعبين ويتفوق على كل الفرق الأخرى رغم صفعه من طرف المصريين برباعية في نصف كأس إفريقيا وإملاء شباكه بكرات الصرب والإرلنديون في المباريات الودية. لا تفهموني خطأ أنا أحب الجزائر وأعشق الكرة لكني أحاول قدر الإمكان توجيه عواطفي بالمنطق. المنطق يقول أن الجزائر هي أحد أضعف المنتخبات في كأس العالم، وهذا مستمد من نتائجها على الميدان.
أما بالنسبة إلى الشروق والهداف خاصة، فالمنتخب الجزائري قادر على الفوز على إنجلترا وأمريكا ومن البديهي أن يفوز على سلوفينيا. ولكن كل هذا لم يحدث. انهزمنا في مبارتين وتعادلنا في واحدة. وهو أداء الفرق الضعيفة في كأس العالم كما نصت عليه تقاليد الكرة منذ أن بدأت هذه المنافسة قبل ثمانون سنة. وحتى حين أقصينا من المنافسة علقت معظم الصحف بأن الجزائر خرجت بشرف من المونديال! أي شرف هذا يا ناس؟ نعم اكتشفنا لاعبين وكسبنا آخرين لكننا كنا ضعفاء وسنزال كذلك حتى يتم المزج بين من خرجوا من المدارس الجزائرية والذين خرجوا من نظائرها الدولية. أنا لا أشكك في حب اللاعبين للوطن رغم ازديادهم خارج حدوده. لكن أرفض أن يشكلوا الغالبية الساحقة من الفريق. لأن الفريق يمثل الوطن كله بكل شرائحه المحلية والمغتربة ولأن ذلك يسمح للمحليين بالاحتكاك مع رفاقهم المغتربين مما سيعود على المنتخب بالفائدة لامحالة. فتجد الصحف وكأنها تريد إثبات حب هؤلاء المغتربين للوطن، لأنهم يدركون بأن من هؤلاء اللاعبين من رفض اللعب للجزائر سابقا وينظرون إلى المنتخب بصفة مصلحية بحتة.
على كل حال نتمنى أن تستمر الكرة الجزائرية في التحسن وأن تعود صحافتنا إلى معايير هذه المهنة بنشر الخبر دون انحياز أو محاولة إقناع الجماهير باتباع المغالطات والأكذوبات سبيلا لذلك.
والسلام
كتب بنيويورك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق