بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأربعاء، 14 جويلية 2010

المفاهمة بين الأشخاص

من الأمور المعتادة في حياة الناس هي تلك المشاكل اليومية التافهة في باطنها المتفرقعة في ظاهرها. مشاكل تتكرر حد السأم والملل مما يدفع بهم للقيام بأعمال أكثر عدوانية تزيد في الشرخ والتنافر. معظم هذه المشاكل ناجم عن عدم اتفاق طرفا أو أطراف النزاع حول موضوع معين أو عدم احتمالهما لفعل معين. هذه المواضيع والأفعال تكون في كثير من الأحوال ناتج تهاون أو تصرف لا أخلاقي أو إسراف في مال أو في رأي أو استحواذ لا مشروع لما هو للغير. حسب قدرة تحمل وصبر الطرفان تقاس حدة الشجار والتنافر. 
من المعلوم أنه من أهم اللوازم في تهذيب النفس وتحسين طلعتها هو الإيمان بمعتقد أو دين تكون فروضه وعاداته مقبولة في الغالب من طرف عامة الناس ومقنعة لخواصهم ممن يغلّبون عقولهم على مشاعرهم وشهواتهم.
اتباع هذا المعتقد وجعله خريطة ومسارا لأعمال الإنسان وتصرفاته الدنيوية ستجعل الطرف المعتدي يخسر الأسباب التي تساعده في توجيه الأصبع إلى نواقص الآخر لتبرير أفعاله الدنية.
كل ما في الأمر هو تدريب النشأ أن هدفهم في الحياة كي يعملون ليكونوا من الخاصة التي تغلّب قرارها العقل بدل العامة التي تحركهم المشاعر والشهوات.
الإنسان يتيح لنفسه القيام بتصرفات مشينة في كثير من الأحيان لاعتقاده بأن ما يفعله يساوي أو يقل شأنا مما يقوم به الآخرون. ولهذا نرى الناس تقوم بأعمال سيئة في حضور أشخاص كثيرا ما يقومون بنفس الأعمال أو لا يبالون بها ما داموا قريبين من القيام بها. كما أن نرى الناس تتفادى التصرف بتلك الطريقة أمام الشيوخ والأطفال على سبيل المثال وذلك من فطرة الإنسان التي خلقه الله عليها.
من هنا نستنتج أنه باستطاعة الإنسان تربية غيره وتحسين أخلاقهم وذلك ابتداءً بنفسه وهو ما سيفرض على الآخرين تفادي القيام بما يتعارض وخلقه في أول الأمر ومن ثمة يقلعون عنها باتساع دائرة الأشخاص المسيطرين على أهوائهم والمتحركين بعقولهم. 
كل ما سبق تؤكده آية واحدة في القرآن الكريم وهي بعد باسم الله الرحمن الرحيم: (( لا يغيّر الله ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم )) صدق الله العظيم.
في الأخير يا قارئ تفكيري أن تحدد منصبك من الحديث. والسلام.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته...

    احيي قلمك لانه عالج هذا الموضوع ...و لا انكر ان وقتنا الحالي صار يعاني من الناس و الناس تظن انها تعاني الوقت...
    كما تفضلت و استشهدت بالاية الكريمة ..و لا قول بعد قول الرحمن عز جلاله...و هذه هي الحقيقة ان يبدأ كل واحد فينا بتغيير مكنوناته بتغيير طباعه و تغيير ما جبل عليه و هو لا يدري حتى و هو يدري...ان لا يبحث عن الكمال في الاخرين ...و ليحسن من نفسه عسى ان يكون سببا في تغيير غيره...
    و استنتجت شيئا اكون به يمكن متاخرة ...الا اننا لو اردنا ماهو جميل يجب ان يوجد فينا الجمال ...و كل قصدي في جمال الاخلاق...
    بوركت يا اخي وواصل طرحك المميز ...

    بانتظار جديدك

    تحياتي

    ردحذف
  2. شكرا على التعليق، لقد اطلعت على مدونتكي سطحيا سأزورها الليلة. دمتي في رعاية الله وحفظه.

    ردحذف