بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الاثنين، 11 فيفري 2008

بالي في ليلي

جلست وقابلت الشاشة وفيها صورة تحكي مجد المولودية. ضغطت مرة ومرة حتى انطلق صوت أندلسي شعبي يحكي قصة حب امرأة جعل من جمالها نورا فاق شعاع البدر وضياءه. إنه صوت أحسن شيخ عرفته وسمعته وتذوقت فنه، صوت الشيخ عمر الزاهي العاصمي وهو مصحوب بأوتار مندوله وأهازيج الجوق الذي من حوله، ذلك بانجو وتلك دربوكة وآخر كمال. هذا هو ديكور ليلي في غربتي والدخان يضمحل في سقف بيتي وعقلي يتيه بين الواقع ويواجه الذكريات ويتطلع إلى الأحلام والآمال. وها أنا أصدر كلاما منبعثا مني ولا أدري هل أنا أحدث نفسي وأؤرخ أيامي أم أنا أحدثكم وأشتكي لكم بحالي. مشكل المال يشغل بالي ولكني مرتاح لأني أؤمن بغد أحسن ومستقبل أسعد، ربما هذا لتهدين نفسي وربما هي شخصيتي التي تأبى الخضوع لليأس. مهما صعبت الأمور وابتعد المسلك إلا أن الطريق أعرفها وأدري مدخلها وجائزة نهايتها، إني متوجه نحوها لا محال بإذن الله العلي القدير. ذاك اقتناعي وذاك رجائي ولو كثرت العوائق التي تقابلني ومنها ما أنا شكلته وعملت على حدوثه.
إني فرحان اليوم لأني حدثت أمي وتكلمت معها ونامت وهي تسمع صوتي في آخر ليلها. ثم إني فرحان لأن مصر العربية فازت بالكأس الإفريقية وسجل هدف فوزها بطل شعبنا محمد أبو تريكة. وكأني بالمولودية فازت بلقب أو ربما حتى فريقنا الوطني الغالي، الذي طالما خذلنا للأسف. كم نحن في حاجة لرؤية العلم المقسوم ببساط أخضر وأبيض تتوسطانه هلال ونجمة مرفوع يرفرف في ميدان من الميادين، نعم كلنا مشتاق لرفعة وعلياء يحملان إسم الجزائر، بلادنا الغالية. صحيح أن كثير منا أصبح يبغض حالها بل وحتى يتداعى ببغضها هي الوطن الأم، إلا أننا كلنا في قرارة أنفسنا نحبها أكثر من أي شيء آخر، لأنها الجزائر جزائر عقبة وطارق، جزائر عبد القادر والمقراني، جزائر أحفاد أندلس وأبناء عرب وبربر وقاهرة فرنسا ومن ورائها الصليب بتضحية أخذت من "الله أكبر" إزارا لها وشعارا لها. هذا هو آخر كلامي في هذه الليلة، أن تحيا الجزائر وطني ووطن أجدادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق