بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأحد، 5 جوان 2011

الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة

صعب التحدث بالعقل بدل العواطف عند الخوض في قضية فلسطين. فعدالة القضية مضيئة كالنور وآلام ضحاياها أحزنت وأوجعت الأمة قاطبة. فكرة هذه الإنتفاضة الثالثة المُخطط لها اللا-عفوية، نتجت طبيعيا عن الثورة العربية الكبرى التي اندلعت من مدينة سيدي بوزيد التونسية عبر روح الشهيد محمد البوعزيزي رحمه الله وغفر له وهي الآن تغمر شوارع صنعاء والمنامة والموصل ودمشق وطرابلس والجزائر ومراكش وغيرهم. هي في الحقيقة انتفاضة طموحة وذات أسباب بأدلتها وحقوق بأصحابها ولكن ماهي أهدافها؟ وماهي محطاتها وخطواتها؟ الخطة المعلن عنها من طرف المنظمين “جمعة النفير – سبت الزئير – أحد التحرير” هل يقصدون تحرير القدس، أم الخروج للشوارع قصد دعم القضية بمظاهرات سلمية ولكن مدوية؟ في كلتا الحالتين وخاصة الأولى، نرى بأن الظروف غير مواتية والعُدّة غير جاهزة وغير مكتمَلة. الدول العربية لم تتحرر بعد والتي تحررت جزئيا بإسقاط الأنظمة لم تُحرِّر نفسها بعد وتُغيِّر من سلوكياتها وأخلاقها وأعمالها كما حدّث الشيخ محمّد حسّان في أحد أحدث كلماته. ترى الأمة اليوم في انقسامات وخصومات حول أتفه الأشياء فهذا تعصب وذلك تبادل شتائم وهنالك مواجهات وغيرها من الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً. الفلسطينيين للتو فقط طوو صفحة قاتمة في تاريخهم بسبب الإنقسام الذي وقع بين فتح وحماس، وهم الآن في وضعية سيئة جدا تصعّب من توحدهم واستعدادهم لمواجهة ردة فعل الصهاينة.
أظن بأن الفكرة في نيتها وخلفيتها صادقة اللُّب ورائعة الرؤيا ولكنها تتطلب استكمال تحرّر الأمة العربية وبحول الله كل الأمة الإسلامية وتغيير نفسها وانتهاج طريق ينيرها الفهم الصحيح لشريعة الخالق وسنة الرسول. فلسطين ستتحرر بإذن الله لأن الظلم يأبى الخلود ولأن الحق يأبى الغروب ولأن العدل حتما سيعود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق