بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأحد، 5 جوان 2011

تجاهلوهم يا مصريين

شاهدت منذ قليل شريطا على الفايسبوك يبيّن رجلا يُدعى نبيل شرف الدّين وهو يُحاوَر من طرف صحفية قدّمت نفسها على أنها “مواطنة مصرية مسيحية”. لِتُتبع في كلامها بأن أكثر ما يخيف عامة الناس في مصر في الفترة الأخيرة بعد الثورة هم الإخوان والسلفيين. لِيُعلّق صاحبنا نبيل شرف الدّين بأنه لا يمكنه التفرقة بين “السرطان والإيدز”-أي مرض فقدان المناعة. كما اتهم الفريقين بازدواجية الخطاب وتقديم أنفسهم وكأنهم اختيار الله. أصارحكم بأنّي لم أتمكن من إتمام الشريط، ليس لأنني لا أقبل أراءً مخالفة ولكن نظرا لشخصيتي التي تأبى تحمُّل الحمق والغباء الفكري، خاصة عندما يصدر ذلك من أشخاص يدّعون انتماءهم إلى “النخبة”.
هذا التصريح الأحمق هو من الأهمية الكبرى بالنسبة للثورة في مصر والإنتفاضة العربية الكبرى على العموم، لأنه يدلِّل على أشياء أراها من الأساليب والخطوات المتَّخذة من طرف بقايا النظام وأعوانهم أو بالأحرى أسيادَهم بعواصم الغرب لإجهاض هذه الثورة المباركة. هذا وكل القلاقل التي أضحت تحدث بصفة يومية في كل البلاد التي تشهد حراكا تحرريا، هي في نظري أحداث تمّت إخراج مشاهدها في أقبية الأشرار الذين لا يريدون التغيير. الهدف من هذه الأحداث إثارة غضب المسلمين والإعتداء النفسي عليهم قصد دفعهم بل وحتى إرغامهم للرد بطريقة عشوائية صادرة عن غضب قد تنتهي باستعمال العنف في بعض الأحيان. هم يريدون دفع الناس لارتكاب أخطاء سيصفونها بأنها جرائم تستلزم التدخل “الحازم” من طرف أجهزة الأمن لتكميم الأفواه وحسر الحريات وبالتالي إعادة إرساء حكم الأنظمة البائدة.
ثم كيفية التعامل مع هذه الهجمات وغيرها، أراها بأن تكون مرتكزة على فضح أكاذيب من يقف وراءها في حين وتجاهلها في حين آخر. لأن هؤلاء في الحقيقة ما هم إلا عوائق وحواجز يراد بها تعطيل وإيقاف ثورة البناء للوقوف بهذه الأمة العربية والإسلامية. راقبوهم ولكن لا تدخلوا في لعبتهم. القافلة تسير والكلاب تنبح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق