بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الأحد، 2 سبتمبر 2012

<div style="direction: rtl;"><span class="Apple-style-span" style="-webkit-tap-highlight-color: rgba(26, 26, 26, 0.292969); -webkit-composition-fill-color: rgba(175, 192, 227, 0.230469); -webkit-composition-frame-color: rgba(77, 128, 180, 0.230469); font-weight: bold;">هل اختار الإنسان شيئا</span></div>

العلم سلطانٌ، صاحََب تطور الإنسان منذ بداية التاريخ وما غفل عنه المؤرخون ولم يلاقيه المكتشفون إلى يومنا هذا، وكان ولا يزال (أي العلم) المعامل الأقوى في تقدم الإنسان واستقوائه على المخلوقات الأخرى وبني جلدته. العلم بالضرورة يفسّر الأشياء لنا، ولكن هل بقدرتنا أن نعلم كل شيء وهل عقولنا أعضاء غير محدودة القدرات وهل طبيعتنا وبيئتنا وهيئتنا تجعل فهم واستيعاب بعض الأمور أو بالأحرى كثيرا منها أمرا مستحيلا لأن "التطور" أو "التطورات" الأكبر تحدث عبر "طفرات" حسب "علمنا"، لا يعلم الإنسان متى حدوثها وفي أحيان كثيرة حتى أسباب حدوثها. ويبقى الإنسان عنيدا مغرورا وكلما زاد علم بعضه زادهم ذلك كفرا وإلحادا بوجود الخالق–الله الواحد الأحد. لدي بعض التساؤلات، أتساءل هل تدور في أذهان الملاحدة. هل يتحكم الإنسان في حياته وكيف يتحكم فيها. قد يقرر الإنسان ما إن أراد فعل ذلك الشيء أو ذاك، وقد تكون له القدرة على الاختيار بين الخير والشر (وحتى في ذلك قد يوجد إكراه). لكن هل اختار الإنسان أن يكون من هو باستثناء نفسه. هل اختار الإنسان أن يولد لوالديه وهل اختار وطنه ولغته ولون بشرته ومدى غناء قومه وتقدمهم حضاريا وعلميا. هل اختار الإنسان عندما "أراد" أن يشرب القهوة في صبيحته بأن تقطع البلدية الغاز فإذا به عاجزٌ على تسخين ماء قوته. ثم هل اختار الإنسان لنفسه أن يولد في عصره أو عصر يسبقه أو يليه. تلك كلها أمور لا يتحكم فيها الإنسان وليس هنالك من طلب رأيه فيها وكثير من تلك الأمور لا يستطيع تغييرها ولو بلغ من العلم أقصى ما يمكن لعقله أن يبحر فيه. وهل قرر الإنسان أن يكون له بدن وعقل وجوارح يعقل بها. هذه حقائق لا يمكن لأحد أن ينكرها، لكن في المقابل هنالك "أناس" يأتون إليك ويفسرون العالم إليك بكل صفاقة وفي قمة من الجهل. يفسرون الخلق لك بالطفرات والصُّدف التي هم ذاتهم غير قادرين على تفسيرها بقطع. ثم هنالك أقل ظلما لأنفسهم فيقولون لك بأنهم لا يعلمون الإجابة ولكن "علمهم" يعذر عليهم الإيمان بخالق أو بِدِين. الجلوس والنظر يعجزان الإنسان في تفسير حاله وخَلقِه، فما بالك التروي والتمعن في الخلق. هل روحك وعقلك الذي يستقبل هذه الكلمات تطور بـ"الصدفة" أم صُنعَ لكي يقودَ حياةً لك لا خيار لك فيها سوى ماسمحت لك فطرتك التي خلقك الله عليها به أن تختار لأنك محدود ولأنك مخلوق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق