بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

السبت، 23 مارس 2013

لا بدّ من ثورة إسلامية في مصر

مصر الثورة أصبحت مصر البلطجة. سحلٌ وضربٌ وقتلٌ وحرقٌ وتدمير. سِبابٌ واستهزاءٌ واستكبار. كذبٌ وتدليسٌ وتزييفٌ وهراء. إخلافٌ وخداعٌ ونصبٌ ومكر. مصر الوسطية الإسلامية وقلب العروبة تُطعنُ برماح الكفر والتغريب. المشكلة ليست سياسية، المشكلة فكرية  عقائدية. هي حربٌ بين الإسلام وأعدائه الذين ينتسبون إليه ومن يوالون واشنطن وتل أبيب وعواصم أخرى عربية للأسف.

من أجل استمرار استنزاف مقدرات الأمّة وبقاء ملوكٍ وأمراء وحكام لم يعوا بعد بأنّ ثورة الأمّة هذه، انفجرت ضدّهم وضدّ من سبقوهم إلى مهانة الخلع والإعدام والطرد. من أجل استمرار الإذعان لواشنطن ومهادنة صهيون. من أجل استمرار قضاء "التليفون" وقهر الشعب وذلّه. من أجل حجز الكرامة واستباحة ما حرّم الله من دماءٍ وأموالٍ وأعراض. من أجل هذا ومثله تُحارب مصر اليوم. أصبح من يتبع سنّة رسول الله صلّىٰ الله عليه وسلم في مظهره وحركته، يُعتدى عليه في شوارع مصر وأزقتها.

كفروا بالإنسانية، قبل الديموقراطية.

هم يريدون الأرض ومن عليها صاغراً، مذعنناً، قابلاً بفكرهم، الذي هو ليس حتّى من خواطرهم هُم، بل مستوردٌ ومعلّبٌ حسب هوى واشنطن وليس حسب رؤى زكي في بور سعيد وإخوانه في كل بقعة من أرض مصر وبلاد الإسلام. هم الثورة المضادة بحقّ. هم الإعلام في سواده. إعلامٌ منحطُّ الأخلاق، فاقدٌ للمصداقية، يقلب الصدق كذباً ويقلب الكذب حقّاً. هم جبهة الإنقاذ برمتها، الملطخة أيادي كل فردٍ فيها بدماء المصريين. هم أغلب شباب الثورة "المُتَعَلْمِنْ"، الذي كثيرٌ منهم طعنوا الثورة في ظهرها ومشوا يداً بيد مع بلطجية الدولة العميقة، المرتزقة. هم رجال الأعمال وملاّك القنوات الفضائية، الذين لم يشبعوا بعد من مصّ دماء المصريين الضعفاء ولا يريدون لدولة العدل والقانون مقاما. هم النخبة المستعلية على عوام الناس في شعبها. نخبةٌ تجحد الحقّ وتعبد الشهوات وتحلّل المحرمات وتشيع الفاحشة وتهدم الدين. هم قطاعات واسعة في الأجهزة الأمنية، التي لا تزال توالي مبارك وتخاف يوم حسابها مع شعبها عمّا اقترفته بأيديها من قتل وتعذيب ونهب. هم أعداء الله، المفسدون في الأرض.

الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين ارتأوا ضبط النفس والفصح عن المفسدين، قصد لمّ الشمل والمضي قدُماً في استكمال بناء مؤسسات الدولة وتطبيق الدستور الجديد على فعاليات الواقع المعاش. لكنهم يبدون بأنّهم لم يزنوا جيداً خصومهم ولم يقيسوا حجم حقدهم عليهم ومكرهم وتربصهم بهم. هم يظنون أنّ هؤلاء سيضمحلون مع مرور الوقت ونفاد أموالهم، لكن الحقيقة أن ذلك وإن حدث فسيصطحبُ بفتنة بين أبناء الوطن وخرابٍ عظيمٍ في مصر. سيجعل تحقيق مشروع النهضة أو أيّ مشروعٍ تنموي آخر صعباً جدّاً في المدى المتوسط وبالتالي لن يعيش من حقق السلاك والفرج لهذه الأمة من براثين الغرب وخدّامه من أبناء جلدتنا، لكي يروا أمّتهم منتصبة الشأن، ملجئاً للمظلومين وصرحاً للعدل، تبني مجدها من جديد باستغلال خيراتها حسب أجندتها هي وليس أجندة الغرب والشرق.

معلومٌ أنّ مرسي لا يسيطر على جزء كبير من دوائر السلطة في مصر وعلى رأسها القضاء والأجهزة الأمنية والإعلام وبالتالي فمن يطلبون منه الردّ على إجرام المعارضة وبلطجتها واهمون ضرباًً من الخيال. الردّ لن يكون إلاّ شعبياً وباتحاد من انتُخبوا شعبيا بعد الثورة على الشرعية وهم في الغالب من التيار الإسلامي.

الشعب يريد الشريعة الإسلامية والشريعة لن تأتي بالأغلبية ولا بالحوار والوفاق مع هؤلاء المجرمين الخونة. يقولون ما تعنون بالشريعة، فنقول تطبيق العدل بين الناس وسياسة حياتهم بما يتماشى وقرآننا وسنتنا وتفسيرات ورؤى وفتاوى علماء الأمّة المجمع عليهم والمشهود لإيمانهم وحكمتهم ووسطيتهم، بشكل تدريجي يراعي قدرة احتمال الأمة في واقعها هذا ويراعي مصالحها داخلياً وخارجيًا. هذه الشريعة تسمح باختلاف الآراء وحرية التعبير والمعتقد والإمتلاك والحريات الخاصة وغيرها من الحقوق التي أحقّها الشارع لعباده ولكنها لا تسمح بالاعتداء على دين الأمّة وأهلها ومن سكنوا أرضها باختلاف ألسنتهم وأعراقهم وأديانهم. لا مكان للخونة العملاء في دولة الإسلام. اليوم اعتدوا على المساجد ووطؤوا المصاحف بأقدامهم النجسة وحرقوا لحى عباد الله، غداً سيسبون نبينا وأصحابه وقد سبّوا العلماء الصادقين ونهشوا لحومهم. هي حرب على الهوية. لا بدّ من ثورة إسلامية تعيد الأمة إلى قيادة مركبها أولائك الشرفا،ء الذين حفظوا ذاكرتها وعملوا على بقاءها وضحوا من أجل ذلك واليوم يريدون خدمتها وإعلاء شأنها بصدق ووفاء وتقوة. ليس في يد الرئيس مرسي الكثير من الوقت، رغم إقرار الجميع بوضعيته الحرجة والحسّاسة، إلاّ أنه يبقى مسؤولا عمّا يحدث وبالتالي عليه وأد هذه الفتنة وإلاّ فلن يتبقى ممّن لا يريدون إعادة ما حدث في الجزائر والعراق وما يحدث في سورية اليوم على أرض مصر تاج الأمّة، لن يتبقى خيارٌ إلاّ النزول إلى الشارع وكف أذى هؤلاء المجرمين الخونة قبل فوات الأوان وضياع مصر في الفوضى وهي قد رأت بدايتها بحق.

والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق