بحث هذه المدونة الإلكترونية
المتابعون
السبت، 15 أوت 2015
حرب بن غبريط على اللغة العربية
السبت، 20 جويلية 2013
الانقلاب على مرسي
إن الانقلاب العسكري الجبان الذي قام به القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق عبد الفتاح السيسي على قائده الأعلى الذي عيّنه، الرئيس المنتخب محمد مرسي، هو في الحقيقة خير على هذه الأمّة بحيث اتضحت الكثير من الأمور وتأكدت أمور أخرى. أول درس من هذا الانقلاب هو تدبّر الآية ١٢٠ من سورة البقرة (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)، بحيث رأينا الرئيس محمد مرسي المنتخب ينتهج الديمقراطية حرفياً ويحافظ على المعاهدات الجائرة مع الكيان الصهيوني ويسمح بحرية التعبير ويدعو إلى الحوار معارضين فشلة، وبالرغم من هذا كله سمي ديكتاتورا ومستبدا وفاشيا، رغم أنه لم يعتقل أحد ولم يقتل أحدا بأمر منه. لم نرى بلدا غربيا واحدا يندد بالانقلاب أو حتى يسمي ما حدث بالانقلاب، لأن الانقلابات في الدول الإسلامية لا يعتبرونها انقلابات بل تصحيحات ثورية وعمليات إنقاذ للجمهورية. الآن على كل حزب إسلامي يفوز بالانتخابات أن لا يرحم العلمانيين ويطبق عليهم القانون دون أن يكترث لما يقوله الغرب وكلابهم في الداخل. نحن إرهابيون ورجعيون بالنسبة إليهم مهما فعلنا، فلنحقق البرامج التي انتخبنا الشعب من أجلها حسب ديننا وثقافتنا وليقولوا ما يشاؤون. ثم لا بد من إنهاء سياسة المهادنة والموائمة مع العلمانيين، لا كلام معهم إلاّ حسب تمثيلهم في الشارع. إذا الأغلبية أرادت الشريعة فليكن ذلك ولتذهب القوى العالمية والأمم المتحدة إلى الجحيم، ما دمنا نراعي تعليماتنا الإسلامية ولا نظلم الناس ونعدل بينهم. شكرا مرسي لأنك عريتهم، ربما ستعود وربما لن تعود ولكن الإسلام حاكم بإذن الله بالرغم من أنوف العلمانيين الخونة الانقلابيين الذين فشلوا في الانتخابات فسرقوا السلطة بسلاح العسكر وعينوا من طرفهم. في الأخير أريد أن أصرح بأن الإعلام المصري أحقر وأنذل إعلام في العالم في هذه الفترة.
الثلاثاء، 4 جوان 2013
المقاومة غدرت بنا نحن الذين آمنا بها
في تاريخ المسلمين والعرب الحديث - ما قبل الثورات العربية وما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر - كانت سورية وشريكيها إيران وحزب الله يمثلون تيار الممانعة في المشرق، بحيث رفض هؤلاء ولو بتفاوت الانبطاح للسيطرة الأمريكية المطلقة على المنطقة وقاموا وبتفاوت أيضاً بكبح الأطماع الغربية والصهيونية والرد على اعتداءات الكيان الصهيوني أحيانا. رغم الاختلاف المذهبي بين هؤلاء والسواد الأعظم من المسلمين والعرب، إلاّ أن الأمة في أغلبها كانت تفتخر بهم وتعتز بهم وتفرح لانتصاراتهم وتحامي عليهم وتدافع عنهم أمام العالم.
بالنسبة لسورية بشار الأسد، لم تكن نشطة عسكريا ضد أعداء الأمة مقارنة بإيران وحزب الله، إلا أنها تكفلت بالدعم اللوجستي بنقل السلاح من إيران إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية، سلاحٌ استعمل للرد على عدو الأمة الأول والأخير -الكيان الصهيوني-، ضف إلى ذلك إيواءها للمجاهدين الفلسطينيين، في وقت كان أغلب العرب قاب قوسين أو أدنى من إعلانهم مجموعات إرهابية. دون أن ننسى مساهمة الدولة السورية الكبيرة في دفع التغريب والإعتناء بلغة الضاد واستعمالها في كل المجالات بما في ذلك الدراسات العليا وحتى التقنية والعلمية منها، ولو أنها نشرت الفكر البعثي وحاصرت الدين. بطبيعة الحال كان ذلك كله مزاوجا بقهر وظلم في حق الشعب السوري، مثله مثل أغلب شعوب الوطن العربي، لكن تبقى سورية بشار الأسد حينها أقلّ انبطاحا من ملوك وأمراء الجزيرة العربية، فرعون مصر وباقي طغاة العرب والمسلمين.
أما حزب الله فكان سيف من سيوف الأمة على صهيون ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، ومن فعل فهو على طائفية بشار والمالكي ونصر الله ذاته. حزب الله استرد أرض لبنان المحتلة ولم يتفاوض إلا بالندية، بل وأقول صفع كيان صهيون صفعة لن ينساهى في حرب أوت 2006، ومن يقول بأن ذلك تمثيلية فمخطئ فإن مثّل حزب الله حسب هؤلاء فصهيون لا تمثل في مقتل 121 جندي و44 محتل. رغم استقواء الحزب على شركائه اللبنانيين منذ تلك المعركة الفاصلة، إلا أن الأمة كانت ترى في حزب الله وقائدها نصر الله رجالا في زمن النعاج وغضت الطرف عن تجاوزاتهم عن عمد لأنها تحسن التقدير ولا ترى العالم بمنظور واشنطن الطائفي.
أما الجمهورية الإسلامية في إيران وإلى يوم الناس هذا فهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي قد نقول يحكمها شعبها حسب عقيدته ومذهبه وبالرغم من العداء العالمي الموجه إليها والحظر الإقتصادي المفروض عليها منذ إسقاط كلب الغرب في طهران – الشاه محمد رضا بهلوي، إلاّ أن إيران اليوم تصنع سلاحا وتنتج طاقة ذرية وبرامج كمبيوتر وغير ذلك كثير ولم نسمع عنهم يتذللون ويطلبون المساعدات من الغرب كما يفعل حكام العرب. كما أنهم فخورون بإسلامهم ولم يخفوا يوما دعمهم لقضية الأمة - فلسطين - (حتى وإن صحّ تشكيك البعض بأن في الأمر مصلحة) بالمال والسلاح والإعلام، بل ودفعوا ضرائب باهظة بسبب ذلك والعالم كله شاهد على ذلك.
هذا صحيح ولكن ما يحدث في الشام اليوم كذلك صحيح.
حرق البوعزيزي نفسه فغضبت تونس وخلعت بن علي. سمع بها ميدان التحرير فتذكر جور مبارك وخيانته فحشد له أبناء الكنانة وطردوه على الملأ ثم حبسوه. فرحت اليمن فخرجت عن بكرة أبيها ونحّت ظابط واشنطن في صنعاء. ضحك القذافي فكشرت بن غازي، فرد عليها بالذبح والسبي، سالت الدماء في ليبيا فاستغل الناتو جبن وغباء القذافي وضُرّ الدم والعرض في الشعب فدمر جزءً كبيرا من ليبيا ومات قوم كثير من الطرفين وفي الأخيرقتل القذافي وتحررت ليبيا منه وهي مقيدة لا تزال جراء الحرب وآثارها. انتفضت البحرين إلاّ أن بطش آل سعود وملك واشنطن في المنامة ونفوذهم كان أقدر وأنجع. أرض الإسلام كلها في حراك والكلّ في الحكم يهادن ويصالح، يجازف ويمكر. المؤكد أن حكام المسلمين خائفون والرعشة تسكن ظلمة صدورهم.
خرج أحرار الشام في درعة يطالبون بإصلاح أحوالهم فرد عليهم زبانية بشار بتعذيب أطفالهم واستئصال حياتهم عبر قطع أعضاءهم التناسلية، خرجت الشام صابرة مصممة على الإصلاح، فظننا أن بشار ذكي كما بدا لنا أو ماكر على الأقل، لعله يستجيب لبعض المطالب وينصح جنده بشد أيديهم النجسة عن شعبه، إلاّ أنه طغى وتكبر وأمر بقطع شأفة كل من جاهد بكلمة الحق في وجه الجور والبغي، بل أمر بقهر الشعب كله بداعي المؤامرة الخارجية وهي موجودة فعلا ولكنه غفل عن أن نظامه ساهم بقدر كبير ببطشه في تطوير المؤامرة وإكثار الفاعلين فيها وهو ما يلغي احتجاجه بالدفاع عن سيادة سورية ووحدتها الترابية.
بدأت شرائط الوحشية تملأ الشاشات ... تعذيب واغتصاب وقتل، كفر وإلحاد وطغيان، إفساد وحرق وقصف ... آلام ودموع وتيه. بعد صبر عظيم ومظاهرات سلمية دامت نصف سنة وأمام عزم النظام على حلّ الأزمة بالقضاء على أحد أطرافها، لم يبقى من خيار إلاّ الدفاع عن النفس والعرض، فحمل الأحرار المجاهدون حقاً ما تمكنوا منه من أسلحة خفيفة ليتبعهم الأحرار من المنشقين عن الجيش النظامي، حتى يكفوا بشار وجنده وشبيحته عن الشعب السوري الأعزل، إلاّ أن هذا التطور الخطير لم يغيّر من طُرق النظام في شيء ولم يشجعه على التواضع لشعبه والمحافظة على وحدة أرض سورية والتوصل إلى وفاق تتحقق من خلاله مطالب الشعب المشروعة وبالتالي قص الطريق عن التدخل الغربي والصهيوني الذي يتآمر على سورية فعلاً وواقعاً وحلّ الأزمة سورياً بين أبناء الوطن الواحد أو بدعم إيجابي ومحايد للأطراف الإسلامية المحيطة بسورية، بل دَفَعَهُ إلى اتخاذ سياسة الأرض المحروقة بتكثيف المجازر في حق الأبرياء وتطبيق العقاب الجماعي بقصف المدن والقرى بالطائرات وقد استعمل أسلحة كيميائية محظورة حسب بعض التقارير.
في وضع حرج كهذا، اعتقدنا أن إيران، بداعي أنها دولة إسلامية تريد تحرير فلسطين وخفض التأثير الغربي على المنطقة وتسعى إلى التعايش البناء مع جيرانها المسلمين السنة الكثر، قد تقدر المصلحة العليا للأمة وتنصح بشار بإيجاد حل وسط بينه وبين شعبه يحفظ سلامته ويسلم الأمر إلى أصحابه الشرعيين – أهل الشام الأحرار المجاهدين، وجدناها في الأول متحفظة، ثم داعمة ومدافعة عن الوحشية «الأسدية» وها هي اليوم تبعث بالمقاتلين والخبراء العسكريين لقتل الشعب في سورية وانتهاك عرضه وتشريده. لن نرضى هذا، ليس لأنكم شيعة وليس كونكم ارتضيتم ولاية الفقيه، بل وليس حتى بسبب دفاعكم عن نفوذهم في بلاد الشام، بل لأنكم أهدرتم دماء إخواننا لأنهم أرادوا أن يتمتعوا بشيء من الحرية ويحكمون أنفسهم حسب إجماعهم كما تفعلون أنتم ولأنكم أيضاً تشاركون بتدخلكم هذا في تشتيت الأمة ودعم المشروع الغربي والصهيوني الرامي إلى إضعافها حدّ التقامها لقمةً لقمة، أنتم هم الطائفيون لأنكم ناصرتم أصحاب مذهبكم، ليس بنصحهم بالكف عن عدوانهم، بل بمشاركتهم فيه. أليس فيكم رجل رشيد؟ خسئتم.
أما نصر الله الذي ظنناه بأنه يعي الوضعية الحساسة التي يقع فيها و ما يكده له المتربصون به في لبنان وبلاد الخليج وفي الجنوب وقد يعلم بأن الشعوب العربية والإسلامية لا تخذل الرجال ولا تبيعهم للعدا، على أن يكونوا رجالاً فعلاً ويناصرون الحق أينما كان وإن عند العدا، لكنه لا أقول خذلنا بل غدرنا، لأننا حقاً رأينا فيه في وقت مضى جندياً من جند محمد صلى الله عليه وسلم، لكنه طعننا في ظهورنا عندما سلّ سيفه على من كانوا حضناً له وسنداً له، بل وأقول من أحبوه صدقاً ونصروه فعلاً. هذا، وقلنا: محال أنّ حزب الله يخلوا من رجال يقفون مع الحق وينصحون قائدهم لليِّه عن عدوانه ولكننا لم نسمع أحاً.
ظننا أنّ أهل الشام آمنون بين إخوتهم ولكنكم أصحاب العمائم السوداء غدرتم بهم وبنا. نحن لسنا تكفيريون كما يزعم نصر الله، بل نحب ونعتقد بإسلام بكل من يشهد بلا إله إلاّ الله وبأنّ محمداً رسول الله وأنتم كذلك. رغم الجرح العميق، إلاّ أننا نأمل رجعةً منكم إلى الحق تحقن دماء المسلمين منّا ومنكم، وإن أصررتم وأنتم كذلك تفعلون، فنشكوا الله منكم وهو أقدر عليكم وأكبر وندعوا بعد ذلك كل قادر من المسلمين والأحرار في العالم، الراغبين حقاً في مناصرة السوريين ورفع الظلم عنهم أن ينتصروا لهؤلاء المستضعفين في الأرض ورد الأمر إليهم، فهم أهله أصلاً وفي الأخير أقول «دوام الحال من المحال»، أهل الشام أهل حق والباطل زهوق.
السبت، 23 مارس 2013
لا بدّ من ثورة إسلامية في مصر
مصر الثورة أصبحت مصر البلطجة. سحلٌ وضربٌ وقتلٌ وحرقٌ وتدمير. سِبابٌ واستهزاءٌ واستكبار. كذبٌ وتدليسٌ وتزييفٌ وهراء. إخلافٌ وخداعٌ ونصبٌ ومكر. مصر الوسطية الإسلامية وقلب العروبة تُطعنُ برماح الكفر والتغريب. المشكلة ليست سياسية، المشكلة فكرية عقائدية. هي حربٌ بين الإسلام وأعدائه الذين ينتسبون إليه ومن يوالون واشنطن وتل أبيب وعواصم أخرى عربية للأسف.
من أجل استمرار استنزاف مقدرات الأمّة وبقاء ملوكٍ وأمراء وحكام لم يعوا بعد بأنّ ثورة الأمّة هذه، انفجرت ضدّهم وضدّ من سبقوهم إلى مهانة الخلع والإعدام والطرد. من أجل استمرار الإذعان لواشنطن ومهادنة صهيون. من أجل استمرار قضاء "التليفون" وقهر الشعب وذلّه. من أجل حجز الكرامة واستباحة ما حرّم الله من دماءٍ وأموالٍ وأعراض. من أجل هذا ومثله تُحارب مصر اليوم. أصبح من يتبع سنّة رسول الله صلّىٰ الله عليه وسلم في مظهره وحركته، يُعتدى عليه في شوارع مصر وأزقتها.
كفروا بالإنسانية، قبل الديموقراطية.
هم يريدون الأرض ومن عليها صاغراً، مذعنناً، قابلاً بفكرهم، الذي هو ليس حتّى من خواطرهم هُم، بل مستوردٌ ومعلّبٌ حسب هوى واشنطن وليس حسب رؤى زكي في بور سعيد وإخوانه في كل بقعة من أرض مصر وبلاد الإسلام. هم الثورة المضادة بحقّ. هم الإعلام في سواده. إعلامٌ منحطُّ الأخلاق، فاقدٌ للمصداقية، يقلب الصدق كذباً ويقلب الكذب حقّاً. هم جبهة الإنقاذ برمتها، الملطخة أيادي كل فردٍ فيها بدماء المصريين. هم أغلب شباب الثورة "المُتَعَلْمِنْ"، الذي كثيرٌ منهم طعنوا الثورة في ظهرها ومشوا يداً بيد مع بلطجية الدولة العميقة، المرتزقة. هم رجال الأعمال وملاّك القنوات الفضائية، الذين لم يشبعوا بعد من مصّ دماء المصريين الضعفاء ولا يريدون لدولة العدل والقانون مقاما. هم النخبة المستعلية على عوام الناس في شعبها. نخبةٌ تجحد الحقّ وتعبد الشهوات وتحلّل المحرمات وتشيع الفاحشة وتهدم الدين. هم قطاعات واسعة في الأجهزة الأمنية، التي لا تزال توالي مبارك وتخاف يوم حسابها مع شعبها عمّا اقترفته بأيديها من قتل وتعذيب ونهب. هم أعداء الله، المفسدون في الأرض.
الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين ارتأوا ضبط النفس والفصح عن المفسدين، قصد لمّ الشمل والمضي قدُماً في استكمال بناء مؤسسات الدولة وتطبيق الدستور الجديد على فعاليات الواقع المعاش. لكنهم يبدون بأنّهم لم يزنوا جيداً خصومهم ولم يقيسوا حجم حقدهم عليهم ومكرهم وتربصهم بهم. هم يظنون أنّ هؤلاء سيضمحلون مع مرور الوقت ونفاد أموالهم، لكن الحقيقة أن ذلك وإن حدث فسيصطحبُ بفتنة بين أبناء الوطن وخرابٍ عظيمٍ في مصر. سيجعل تحقيق مشروع النهضة أو أيّ مشروعٍ تنموي آخر صعباً جدّاً في المدى المتوسط وبالتالي لن يعيش من حقق السلاك والفرج لهذه الأمة من براثين الغرب وخدّامه من أبناء جلدتنا، لكي يروا أمّتهم منتصبة الشأن، ملجئاً للمظلومين وصرحاً للعدل، تبني مجدها من جديد باستغلال خيراتها حسب أجندتها هي وليس أجندة الغرب والشرق.
معلومٌ أنّ مرسي لا يسيطر على جزء كبير من دوائر السلطة في مصر وعلى رأسها القضاء والأجهزة الأمنية والإعلام وبالتالي فمن يطلبون منه الردّ على إجرام المعارضة وبلطجتها واهمون ضرباًً من الخيال. الردّ لن يكون إلاّ شعبياً وباتحاد من انتُخبوا شعبيا بعد الثورة على الشرعية وهم في الغالب من التيار الإسلامي.
الشعب يريد الشريعة الإسلامية والشريعة لن تأتي بالأغلبية ولا بالحوار والوفاق مع هؤلاء المجرمين الخونة. يقولون ما تعنون بالشريعة، فنقول تطبيق العدل بين الناس وسياسة حياتهم بما يتماشى وقرآننا وسنتنا وتفسيرات ورؤى وفتاوى علماء الأمّة المجمع عليهم والمشهود لإيمانهم وحكمتهم ووسطيتهم، بشكل تدريجي يراعي قدرة احتمال الأمة في واقعها هذا ويراعي مصالحها داخلياً وخارجيًا. هذه الشريعة تسمح باختلاف الآراء وحرية التعبير والمعتقد والإمتلاك والحريات الخاصة وغيرها من الحقوق التي أحقّها الشارع لعباده ولكنها لا تسمح بالاعتداء على دين الأمّة وأهلها ومن سكنوا أرضها باختلاف ألسنتهم وأعراقهم وأديانهم. لا مكان للخونة العملاء في دولة الإسلام. اليوم اعتدوا على المساجد ووطؤوا المصاحف بأقدامهم النجسة وحرقوا لحى عباد الله، غداً سيسبون نبينا وأصحابه وقد سبّوا العلماء الصادقين ونهشوا لحومهم. هي حرب على الهوية. لا بدّ من ثورة إسلامية تعيد الأمة إلى قيادة مركبها أولائك الشرفا،ء الذين حفظوا ذاكرتها وعملوا على بقاءها وضحوا من أجل ذلك واليوم يريدون خدمتها وإعلاء شأنها بصدق ووفاء وتقوة. ليس في يد الرئيس مرسي الكثير من الوقت، رغم إقرار الجميع بوضعيته الحرجة والحسّاسة، إلاّ أنه يبقى مسؤولا عمّا يحدث وبالتالي عليه وأد هذه الفتنة وإلاّ فلن يتبقى ممّن لا يريدون إعادة ما حدث في الجزائر والعراق وما يحدث في سورية اليوم على أرض مصر تاج الأمّة، لن يتبقى خيارٌ إلاّ النزول إلى الشارع وكف أذى هؤلاء المجرمين الخونة قبل فوات الأوان وضياع مصر في الفوضى وهي قد رأت بدايتها بحق.
والله من وراء القصد